وأكدت بالانزا، في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الحكومة المصرية قدمت بادرة رائعة بعرض استضافة مؤتمر الأطراف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية COP27 في شرم الشيخ هذا العام، قائلة إن مصر واحدة من أكبر وأهم الاقتصاديات في أفريقيا وفي منطقة حوض البحر المتوسط، وإن استضافتها لهذا المؤتمر المهم يمثل علامة كبرى على الالتزام الذي تبديه قارة أفريقيا بأكملها بأجندة المناخ، وأضافت “نحن في بنك الاستثمار الأوروبي سنبذل قصارى جهدنا جنبًا إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي لنكون شركاء لمصر من أجل إنجاح مؤتمر COP27”.

وبسؤالها عن تقييم التزام مصر بأجندة التغير المناخي عبر المشروعات الممولة من بنك الاستثمار الأوروبي في ظل استهدافه تخصيص 50% من استثماراته للفترة من 2021\2025 للعمل المناخي والاستثمارات الخضراء، أشارت إلى أن مصر شريك مهم لبنك الاستثمار الأوروبي في العمل المناخي، فهي أكبر دولة عمليات لبنك الاستثمار الأوربي في منطقة الشرق الأوسط، وهي أيضا واحدة من أكبر دول عمليات البنك خارج الاتحاد الأوروبي، موضحة أن مواجهة تغير المناخ أولوية رئيسية لدى الحكومة المصرية، وقالت “نرى تركيزا كبيرا على المشروعات التي تضم جانبا يتعلق بالمناخ، وتشمل المياه والصرف الصحي والنقل الحضري المستدام، مثل المترو وخطوط الترام وكذلك الطاقة المتجددة، وهذه هي المشروعات التي أشارت الحكومة المصرية إليها باعتبارها أولوية لتلقي التمويلات”.

وعن رؤيتها لقرار البنك المركزي المصري بتحريك أسعار الفائدة على الجنيه وما صحب ذلك من تراجعه أمام الدولار، قالت” إن هذا الإجراء يعد صعبا واستثنائيا لكنه جاء لمواكبة ظروف عالمية استثنائية أيضا، فالحرب الروسية على أوكرانيا كانت مفاجئة، كما لم يكن متوقعا أن تؤثر بشكل كبير على اقتصادات العالم التي كانت في طور التعافي من جائحة فيروس كورونا، ومن ثم تعرضت دول كثيرة لتأثيرات بسبب الهجرة الناتجة عن الحرب، ونقص المواد الأولية”.

وأضافت” أن مصر وإن كانت لم تتأثر بالهجرة من أوكرانيا، إلا أنها تأثرت بارتفاع أسعار النفط واعتمادها على روسيا في استيراد القمح، لذا كان لابد من اتخاذ هذا القرار في ظل الاحتياج إلى مزيد من الواردات وبأسعار أعلى”.
وعبرت “بالانزا” عن ثقتها في أن مصر ستحظى بدعم كبير من الشركاء الدوليين، مثل بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الدولي، من أجل المساعدة على تخفيف التأثيرات الناجمة عن التضخم، وأنها ستحصد نتائج سياساتها الجيدة التي انتهجتها خلال السنوات الأخيرة، وإن كانت مرت ببعض الصعوبات الاقتصادية التي تندرج ضمن ما تعانيه معظم الاقتصادات في الغرب، وفِي مناطق عديدة.

وحول ما يمكن أن يقدمه البنك من دعم إضافي لمصر في مواجهة الأزمات المترتبة على الحرب، قالت ” ما يمكننا القيام به هو المضي بتمويل الاستثمارات ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والتي تساعد المواطنين، لكن هذه الاستثمارات تستغرق وقتا في تمويلها، ويمكن ألا يكون تأثيرها سريعا”.

وعن التقدم الذي أحرزته مصر في مجال تعزيز المساواة بين الجنسين في تمويل مشروعات القطاع الخاص ذكرت أن هناك خطوات جيدة تظهر من خلال القروض التي يوجهها الاستثمار الاوروبي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة عبر البنوك المصرية، ويحرص على توجيه نسبة منها للمشروعات التي تنشئها نساء، وذلك في ظل انضمام المرأة في مصر إلى قوة العمل على نطاق واسع.